العمارة

تعيد العمارة العُمانية المعاصرة، إحياء العناصر التقليدية الأصيلة المستخدمة في الأقواس والأبواب والنوافذ، عن طريق إبراز الزخارف الهندسية والنقوش النباتية ذات التفاصيل الدقيقة والمعقدة، والتي تُظهر براعة صنعة الحرفيين العُمانيين. كما تلونت العمارة العُمانية بالتدرجات اللونية التي تعكس المناظر الطبيعية الجبلية والبحرية، وتأثرت بشكل مباشر بالتاريخ التجاري والبحري الذي شهدت تفاصيله السواحل العُمانية على طول امتدادها، والتي شكلت تطورات البلاد خلال عصر النهضة وحتى يومنا هذا. العمارة العمانية حالياً هي مزيج آسر من التأثيرات التاريخية والإسهامات الحديثة التي تظهر فيها جليًا النقوش المعقدة المتداخلة والتفاصيل الدقيقة، ولعل مبنى دار الأوبرا السلطانية في مسقط، خير شاهد على هذا التناغم المثالي بين التراث المعماري المحلي وأحدث صيحات الهندسة المعمارية المعاصرة. وتعمر المناطق الحضرية المساجد والقلاع والحصون والمباني الثقافية والمحلية التي تطورت ونمت مع تعاقب الأجيال التي استقرت فيها. ويمكن مشاهدة التأثيرات الممتزجة من الهند وشرق إفريقيا من خلال النقوش والأعمال الخشبية في المباني الدينية والمحلية. وقد أصبحت المساجد في عُمان منبراً ثقافياً إضافة إلى دورها الرئيس والديني المتمثل في احتضان الشعائر الإسلامية وعلوم الدين، فهي تعيد تجسيد فنون العمارة الإسلامية المستخدمة على مر الأزمنة السابقة لتخلق ذلك الجو الروحاني الجالب لهدوء النفس وسكينتها؛ وداعية للتفكر والتأمل في أعماقها ومكنونات هذا الكون المبهر صنعه. وتتميز المباني الأثرية بتصاميمها ذات الدلالات العميقة والميزات المستدامة التي تذكرنا بالإرث الذي خلفه لنا أجدادنا العمانيون، حيث كانت تبنى المباني القديمة من جدران طينية سميكة لتحمي ساكنيها من ظروف الطقس المتغيرة، وفي الوقت نفسه كانت تسمح بدخول الضوء لإنارة المكان، وما تزال كثير من الأبنية الحديثة اليوم تستخدم بعض عناصر هذه الهندسة القديمة.